قصص لطلبة هندسة سوريين في تركيا.. مع الـ "ستاج" الصيفي

قصص لطلبة هندسة سوريين في تركيا.. مع الـ "ستاج" الصيفي

عانى طلاب الهندسة المدنية والمعمارية في تركيا من موضوع التدريب الإلزامي الصيفي العملي لمدة شهر، ولجأ معظمهم إلى شركات بناء ومهندسين أتراك، وسبّب لهم التدريب ضائقة مالية مع عدم توفر جهة سورية راعية لهم.

الدراسة لها تكلفتها

يدرس عدد جيد من الطلاب السوريين الهندسة المدنية في الجامعات التركية، وحصل طلاب منهم على منح مالية من منظمات وجهات داعمة، بينما بقي عدد كبير منهم دون منح ويدرس على حسابه الخاص، وقسم من الطلاب يدرس في الدوام الصباحي المجاني، ومنهم من يدرس في الدوام المسائي المأجور، ويدفعون 1000 ليرة تركية عن كل فصل دراسي.

الدراسة الجامعية في تركيا مكلفة ومرهقة مادياً، فالطالب يحتاج إلى مصاريفه اليومية من تنقلات ومأكل وملبس وأجر سكن، ويزداد الإرهاق إذا كانت الجامعة التي يدرس فيها في مدينة أخرى غير التي يسكن فيها أهله. ويلجأ معظم الطلاب إلى العمل خارج أوقات الدراسة، وهذا ما يجعلهم مضطرين لبذل المزيد من الجهد ويصيبهم ذلك بالإرهاق.

التدريب الصيفي مكلف مادياً

وزاد من معاناة الطلاب مادياً اضطرارهم للخضوع إلى التدريب العملي "ستاج" خلال فترة الصيف، ويجب أن يكون بإشراف مهندسين يعملون على ورشات بناء قائمة بالفعل، وعليهم الالتزام بالدوام لمدة شهر كامل، ومتابعة أعمال بناء على أرض الواقع.

وغالباً ما تكون هذه الورشات بعيدة وعلى أطراف المدن، وهم مضطرون للذهاب إليها يومياً لمتابعة العمل، وتسجيل ملاحظاتهم، مثل حجم الورشة وأعداد العمال وعدد ساعات العمل التي يحتاجها البناء، وكميات المواد المستخدمة ونسبها، والآليات اللازمة لذلك، وكل التفاصيل الأخرى الضرورية من أجل العمل.

يوجد مهندسون وشركات بناء تركية تتعاطف مع الطلاب الجامعيين ويقدمون كل ما يحتاجونه من معلومات علمية وعملية بأريحية كاملة، ويكون الطالب محظوظاً إن استطاع ممارسة التدريب الصيفي مع أحدهم.

الطالب "م ، أ"، الذي يدرس الهندسة المدنية في جامعة العثمانية، وجّه شكره للمهندس التركي "حكمت. س" الذي استقبله ورحب به، واستضافه في مكتبه والورشة التي يشرف على بنائها لمدة شهر كامل، وساعده في الحصول على المعلومات التي يحتاجها من أجل تثبيت تدريبه.

أين رجال الأعمال السوريون؟

وعبّر الطالب "م ، أ" عن سخطه لعدم وجود رجال أعمال ومهندسين سوريين أو أية جهة سورية مسؤولة تابعة للحكومة المؤقتة أو الائتلاف الوطني، ترعى الطلاب السوريين.

وأضاف: "قرأت إعلاناً عن شركة معمارية سورية تقدم خدمات للطلاب السورين من أجل التدريب الصيفي في غازي عنتاب. ذهبت إليها وقابلت المدير المسؤول عنها، وادعى أنه دكتور في الهندسة، ويشرف على أعمال بناء في تركيا، وأبدى استعداده لتأمين الطلاب مع تنقلاتهم يومياً. سررت وظننت أنني قد وجدت ضالتي، ولكنه فاجأني في نهاية حديثه بأن هذه الخدمة التي يعرضها ليست مجانية، وإنما بمقابل مادي يفوق مقدرتي ومقدرة أي طالب سوري، فقد طلب مبلغاً خيالياً بالنسبة لي".
 
وتابع: "أصبت بالصدمة وخاصة أن مكان تواجد مكتبه والفخامة التي يحيط نفسه بها توحي بأنه من أصحاب الأموال الهائلة".

ولا تقتصر معاناة الطلاب على الناحية المادية فقط ولكن قد يتعرض الطالب إلى مواقف محرجة، كما حصل مع الطالب "أحمد، س" في مدينة العثمانية، حيث طلب منه المشرف على ورشة العمال أن يقوم بتجهيز القهوة والشاي لعمال الورشة، وتأمين احتياجاتهم كخادم لهم، مما اضطره إلى عدم المتابعة ولم يكمل تدريبه.